الخميس، 9 مارس 2017

الصوناتا





سوناتا الهمركلافير لبيتهوفن - آدييجو


سوناتا هي قالب موسيقي يحوي ثلاث أقسام رئيسية : العرض التفاعل المرجع . هنالك فرق بين ما يسمى قالب السوناتا ، وبين السوناتا نفسها التي تعني قطعة موسيقية مكتوبة لآلة ( سوناتا للبيانو المنفرد ) أو آلتين (سوناتا للكمان والبيانو ، سوناتا للفلوت والبيانو ، سوناتا للكمان والجيتار.... ) من عدة حركات بالترتيب ( سريع ،بطيء ، متوسط السرعة ، سريع) . الكلمة مأخوذة من الكلمة الإيطالية sonare والتي تعني اصدار الصوت من آلة موسيقية . كمقابل لكلمة cantataa والتي تعني الغناء بالصوت البشري .
أول قطعة بعنوان السوناتا كتبت في عام 1561 لآلة اللوت كجزء من مجموعة رقصات . لاحقا في القرن السابع عشر ارتبطت بموسيقا الحجرة الإيطالية ( السوناتا الكنسية وسوناتة الحجرة ) ، تحت تأثير المؤلف العظيم كوريللي الذي كرس هذان النوعان من الأعمال (sonata da chiesa ، sonata da camera) ، السوناتا الكنسية ( كانت تؤدى في الكنيسة خارج أوقات الصلاة والمراسم الدينية) كانت من أربع حركات بالترتيب التالي ( بطيء ، سريع ، بطيء ، سريع) تؤديها غالبا أربع آلات ( كمانين تشيللو والأورچن) الحركة السريعة فيها كانت على الأغلب بقالب الفوچ ، الحركة الأخيرة ابسط وأقل كونتربنتية. سوناتة الحجرة كانت تؤدى في الصالونات وقصور الأمراء ، بدلا من آلة الأورچن المرتبطة بالكنيسة ترافق الكمانين والتشيللو آلة الكلافيسان ، الحركات مرتبطة بالموسيقا الحياتية اليومية رقصاتها وأغانيها ، مما يعطيها مزاجا أقل جدية من السوناتا الكنسية . هذه البنية جعلتها قريبة من السويت أو البارتيتا ( عمليا لم يكن هناك فرق في القرن السابع عشر بين كلمة سوناتا و سويت ) . أولى السوناتا المكتوبة للبيانو المنفرد ( في ذلك الوقت كان لا يزال كلافيسان الآلة السابقة للبيانو كما نعرفه الآن ) كانت بدايات القرن الثامن عشر على يد كل من كوهلاو ولاحقا دومينيك سكارلاتي . هذه الأعمال كانت مكتوبة كحركة واحدة من جزئين مبنيين على فكرة واحدة ( ثيمة موسيقية واحدة) . سكارلاتي كتب أكثر من 600 عمل من هذا النوع . تطورت لاحقا في نهاية عصر الباروك وبداية الكلاسيكية على يد الكثيرين من أهمهم كارل فيليب إيمانويل باخ ( وهو أبن المؤلف العظيم يوهان سيباستيان باخ ) ، الذي كتب أكثر من سبعين عملا من هذا النوع لآلة البيانو نجد فيها تطورا و مضمونا دراماتيكيا أكثر من سوناتات سكارلاتي . في العصر اللاحق الكلاسيكي ( 1750 - 18000) تطور القالب بشكل كبير على يد أكبر مؤلفي تلك الفترة ( جوزيف هايدن ) الذي أعطاها شكلها  الذي بقي معتمدا حتى العصر الحديث . ليصبح عملا من عدة حركات ( الأولى السريعة بقالب السوناتا ألليچرو ، حركة ثانية بطيئة متأملة ، الحركة الثالثة مينويت ( رقصة ثلاثية الإيقاع ) أو سكيرتسو ( مزحة ) ، الحركة الأخيرة سريعة مندفعة. الحركة الأولى ( التي بقالب السوناتا ) مبدأ كتابتها هو على الشكل التالي :
المقدمة التي تكون غالبا بطيئة . العرض : نسمع فيه اللحن الأساسي بالسلم الأساسي . اللحن الثانوي المتباين والمغاير للحن الأساسي بالمزاج و بالسلم ( غالبا سلم الدومينانت ) . اللحن الختامي . التفاعل: فيه المؤلف يعرض الألحان من دون ترتيب ينقلها بين السلالم يجزئها ويفاعلها مع بعضها إلى أن يصل بها إلى الذروة الموسيقية . المرجع : فيه نسمع ألحان العرض ( الأساسي ، الثانوي ، الختامي ) بالسلم الأساسي للعمل .
الحركة الثانية والثالثة : غالبا تكتب بقالب ثلاثي . الحركة الرابعة تكتب غالبا بقالب الروندو .
ترتبط السوناتا في أذهان جماهير الموسيقى بالشكل الذي وصلت إليه ‫في مؤلفات عظماء الكلاسيكية في النصف الثاني من القرن الثامن عشر ‫وعلى رأسهم هايدن وموتسارت وبتهوفن.. فقد كتب كل من هؤلاء العباقرة ‫عددا كبيراًمن روائع التراث الموسيقي في قالب السوناته وأيضا تحت اسم ‫» سوناته « إلا أن هذا القالب العظيم قد مر بتاريخ طويل من التـطـور حـتـى ‫وصل إلى الشكل الذي يرتبط في أذهاننا.